لغة

تركيا

من ضحية إلى مدافعة عن حقوق الإنسان

رتبت عائلة إفريم غول زواجها عندما كانت إفريم طفلة. رأت زوجها للمرة الأولى عندما أصبحت عروسته. وعندما تحولت العلاقة معه إلى علاقة مؤذية، تركته ولجأت إلى جمعية نسائية، حيث انضمت إلى برنامج تعليم حقوق الإنسان للمرأة. وقد تمكنت إفريم والعديد من النساء مثلها في الملجأ من فهم حقوقهن والدفاع عنها، وبناء حياة أفضل لأنفسهن.

منذ عام 1995، شاركت أكثر من 000 15 امرأة في برنامج التثقيف في مجال حقوق الإنسان للمرأة في 60 مدينة في جميع أنحاء تركيا.

“لن أنسى أبدا: كنت حاملاً بطفلي في شهري الثامن. زوجي ركلني بقوّة في المعدة – قمت بتغطية بطني لحماية طفلي. أخبرتُ أمي وأبي، لكنهما قالا إنه كان خطأي”.

إفريم غول

turkey-2
turkey-3

“العديد من النساء اللواتي يحضرن برنامجنا التدريبي يشعرن بقوة أكبر ويدركن ’بأنهن ليسوا المشكلة. ولكن المشكلة تكمن في مكان آخر. في المجتمع، في هذا البناء الاجتماعي‘ وهكذا تشعر النساء بالتمكين… إذا كانت المرأة تريد إجراء تغيير، نحن قادرون على تقديم الدعم لها من خلال هذه الأنشطة وبرامج التدريب. وبذلك تصبح أكثر تمكيناً في تواصلها مع زوجها وأطفالها.”

زيلال أيمن، منسقة برنامج التثقيف في مجال حقوق الإنسان للمرأة

تركت إفريم عائلتها بعد إجبارها على الزواج من رجل يكبرها بـ 15 سنة. كان زوجها عنيفًا ومسيئًا ويضربها حتى أثناء حملها. وبسبب يأسها منه لجأت إلى والديها للحصول على مساعدة، لكن العائلة ألقت باللوم عليها وقالت لها بأنها هي المخطئة.

عندما استمر الضرب، قررت إفريم الحصول على الطلاق. لكن عائلتها عارضت: “لاحقني أفراد عائلتي مسلحين بالبنادق. كانوا يبحثون عني”.

ذهبت إفريم إلى جمعية النساء في مدينة فاكاد (VAKAD)، حيث انضمت إلى برنامج تثقيف حقوق الإنسان للمرأة، وهو برنامج وضعته المرأة من أجل حقوق الإنسان للمرأة – طرق جديدة.

في ورش العمل الأسبوعية، تعرفت إفريم على الكثير من حقوقها، فضلاً عن القوانين التي تحمي هذه الحقوق في تركيا، وأدركت أن لها الحق في أن يحترمها زوجها وأسرتها كفرد. وقد تحسنت مهاراتها في التواصل، وبدأت من خلال التفاعل مع النساء الأخريات في تحقيق قيمتها وإمكاناتها. اكتشفت أنه بإمكانها تغيير حياتها للأفضل.

وتقول 90% من النساء اللواتي أكملن هذا البرنامج، الذي تديره المرأة من أجل حقوق الإنسان للمرأة (WWHR) – طرق جديدة، إنهن بدأن يفهمن حقوقهن على نحو أفضل، ويمكنهن استخدام القوانين التركية لحماية حقوقهن، كما أنهن أكثر ثقة بأنفسهن وأكثر حزمًا. تعود الكثيرات منهن إلى المدرسة، أو يقمن بحل قضايا الزواج، أو يبدأن بالعمل.

تأكدت إفريم أنها كانت تشعر في أعماقها أنها كانت على حق، وأنه لها قيمة متساوية مع أي إنسان آخر. لقد تحولت – لم تعد ضحية ولكنها أصبحت مدافعة عن حقوق الإنسان، حريصة ومستعدة للوقوف من أجل حقوقها وحقوق الآخرين.

“لقد تمكنت واصبحت أقوى. أشعر بأنني لست وحيدة. إذا سقطت، فسيكونون هناك من أجلي”.

لمزيد من المعلومات: برنامج تعليم حقوق الإنسان للمرأة
www.wwhr.org/about-us/

في الثامن من آب عام 2012، اعتمدت تركيا “قانون حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة”. حيث يسعى هذا القانون إلى حماية النساء والأطفال وأفراد أسر ضحايا العنف المنزلي، ويقدم خدمات مثل الملاجئ والمساعدات المالية والتوجيه النفسي والقانوني بما في ذلك البرامج المتعلقة بمنع العنف. ومع ذلك، هناك نقص في التنفيذ السليم، ولا يزال العنف ضد المرأة مرتفعًا جدًا.

تغییر الحیاة: قدرة التثقیف في مجال حقوق الإنسان

الطریق إلى الكرامة

من نحن؟

تواصل معنا هنا لمزید من المعلومات

شارك

© سوكا غاكاي الدولیة 2023. جمیع الحقوق محفوظة.  .سیاسة الخصوصیة